استئصال الغدة التيموسية بالمنظار هو إجراء جراحي يُستخدم لإزالة الغدة الزعترية (التيموس) الواقعة في الجزء الأمامي من المنصف، خلف عظمة القص. تُجرى العملية باستخدام تقنية VATS عبر شقوق صغيرة في الصدر، حيث تُدخل كاميرا وأدوات جراحية دقيقة تتيح للجراح رؤية الغدة بوضوح واستئصالها دون الحاجة إلى فتح الصدر بالكامل. يُعتبر هذا الأسلوب أقل إيلامًا وأكثر أمانًا مقارنة بالجراحة التقليدية المفتوحة.
تُجرى العملية بشكل رئيسي لعلاج مرض الوهن العضلي الوبيل (Myasthenia Gravis)، وهو اضطراب مناعي يؤثر على الاتصال بين الأعصاب والعضلات. كما تُستخدم لإزالة الأورام الحميدة أو الخبيثة في الغدة التيموسية، مثل التيموما (Thymoma). قد يُوصى بالجراحة أيضًا في حالات تضخم الغدة الزعترية أو وجود كتلة غير مشخصة في المنصف الأمامي. التقييم الدقيق بالتصوير المقطعي أو الرنين المغناطيسي ضروري قبل اتخاذ قرار الجراحة.
يتيح هذا الإجراء تقليل الألم بعد العملية وتسريع الشفاء، كما يقلل من خطر المضاعفات المتعلقة بفتح عظمة القص. توفر الكاميرا المستخدمة أثناء الجراحة رؤية مكبرة للهياكل الدقيقة، مما يسمح باستئصال كامل وآمن للغدة. كما أن الشقوق الصغيرة تترك أثرًا تجميليًا أقل، وتُقلل من فقدان الدم، واحتمالية حدوث العدوى أقل من الجراحة المفتوحة.
بعد العملية، يُراقب المريض في المستشفى لعدة أيام حسب حالته، ويُوضع أنبوب صدري لتصريف الهواء أو السوائل المتبقية. في حالات الوهن العضلي، قد يحتاج المريض إلى تعديل جرعات الأدوية بالتعاون مع طبيب الأعصاب. يُنصح بالراحة الجزئية مع تدريج العودة للنشاط الطبيعي، ويُتابع المريض بتصوير دوري وتحاليل للتأكد من شفاء كامل وعدم وجود أي نكس أو مضاعفات.
