الاستئصال الإسفيني هو إجراء يُستخدم لإزالة جزء صغير من نسيج الرئة على شكل إسفين، ويُنفّذ غالبًا باستخدام تقنية التنظير الصدري المدعوم بالفيديو (VATS). يتم إجراء عدة شقوق صغيرة في جدار الصدر لإدخال الكاميرا والأدوات الجراحية، مما يسمح بإزالة دقيقة للجزء المستهدف من الرئة دون الحاجة إلى فتح الصدر بالكامل. يُستخدم هذا النوع من العمليات عادة في الحالات التي لا تستدعي إزالة فص كامل من الرئة.
يُستخدم هذا النوع من الجراحات في حالات الأورام الصغيرة التي يُشتبه بخبثها أو في حال وجود عقيدات رئوية غير مشخصة تتطلب خزعة واسعة. كما يُستخدم أحيانًا لعلاج بعض حالات الالتهاب أو العدوى الموضعية، أو لإزالة آفات حميدة تسبب أعراضًا أو تحمل خطر التحول. يُعد الخيار الأنسب للمرضى الذين لا يتحملون جراحيًا استئصال فص كامل بسبب مشاكل في وظائف الرئة أو وجود أمراض مزمنة.
يتميّز هذا الإجراء بكونه أقل توسعًا من العمليات الكبرى، ما يخفف من الألم بعد العملية، ويقلل من مدة الإقامة في المستشفى، ويتيح التعافي السريع. كما أن النزف خلال الجراحة أقل، واحتمال حدوث مضاعفات منخفض، ويُحافظ على أكبر قدر ممكن من نسيج الرئة السليم. كذلك يُمكّن الأطباء من الحصول على تشخيص نسيجي دقيق في حالات الكتل أو العقيدات غير المشخصة.
بعد العملية، يُراقب المريض عن كثب ويتم وضع أنبوب صدري مؤقت لتصريف الهواء والسوائل من التجويف الصدري. يُشجّع المريض على البدء بالتنفس العميق والحركة المبكرة لتسريع استعادة وظائف الرئة. المتابعة بعد العملية تشمل عادة فحوص شعاعية ومراجعة النتائج النسيجية، وخاصة إذا كانت الغاية تشخيصية. في الحالات غير الخبيثة، يكون الشفاء أسرع ونسبة النكس نادرة.
