تقشير الغشاء البلوري هو إجراء جراحي يُستخدم لإزالة الطبقة الليفية السميكة أو الالتصاقات التي تتشكل على سطح الرئة أو في التجويف الجنبي، والتي تمنع الرئة من التمدد الكامل. يُجرى هذا التدخل باستخدام تقنية VATS عبر شقوق صغيرة في جدار الصدر، ويتم إدخال كاميرا وأدوات دقيقة لتحديد وفصل النسيج الليفي المتراكم بلطف دون الحاجة إلى فتح جراحي كبير.
تُستخدم هذه الجراحة في حالات ذات الجنب المُقيحة (Empyema) المزمنة، حيث يتراكم الصديد ويؤدي إلى تشكيل غشاء ليفي يقيّد حركة الرئة. كما تُجرى في بعض حالات النزيف أو الأورام أو بعد جراحات أو التهابات مزمنة تُسبب التصاقات داخل التجويف الصدري. الهدف هو تحرير الرئة من الغشاء المحيط بها واستعادة قدرتها على التمدد الطبيعي.
في المراحل المبكرة من ذات الجنب يمكن الاكتفاء بسحب السائل أو تنظير بسيط، لكن في الحالات المتقدمة حيث يتشكل نسيج ليفي صلب، لا بد من اللجوء إلى التقشير الجراحي. يتيح هذا الإجراء إزالة الأغشية الليفية السطحية من على الرئة وجدار الصدر، ما يُحسّن الوظيفة التنفسية ويقلل من احتمالية المضاعفات طويلة الأمد مثل تليف الجنب أو فشل التهوية.
بعد العملية، يُوضع أنبوب صدري لتصريف السوائل والهواء، وتُراقب حالة الرئة بالأشعة للتأكد من توسعها الكامل. يُنصح المريض بإجراء تمارين تنفسية بشكل منتظم لتقوية الرئة ومنع تكون التصاقات جديدة. في كثير من الحالات، يتحسن أداء الرئة تدريجيًا خلال الأسابيع التالية، وقد تتطلب بعض الحالات إعادة تأهيل تنفسي فيزيائي مكثف.
