علاج التجمعات القيحية (ذات الجنب القيحية) بالمنظار هو إجراء جراحي يهدف إلى تصريف القيح والسوائل المصابة من التجويف الجنبي المحيط بالرئة، ويتم باستخدام تقنية VATS عبر شقوق صغيرة في جدار الصدر. يتم إدخال كاميرا وأدوات دقيقة تسمح للجراح برؤية التجمعات القيحية بشكل مباشر، إزالة الأغشية الليفية إن وُجدت، وتنظيف التجويف بالكامل لتسهيل تمدد الرئة ومنع حدوث مضاعفات خطيرة.
يُجرى هذا النوع من العمليات في حالات ذات الجنب المتقدمة التي لم تستجب للعلاج بالمضادات الحيوية أو التصريف بواسطة الأنبوب. عندما يتحول السائل الجنبي إلى قيح وتتكوّن أغشية تحاصر الرئة وتمنع تمددها، تصبح الجراحة ضرورية. تُعد هذه الحالة شائعة كمضاعفة للالتهاب الرئوي، خاصة لدى كبار السن أو المرضى ضعيفي المناعة، وتستوجب تدخلاً مبكرًا لتجنب تليف الجنب أو فشل التنفس.
تتضمن الجراحة فتح التجويف الجنبي باستخدام VATS، وشفط القيح المتجمع، ثم تفكيك الأغشية الليفية التي تحاصر الرئة. في بعض الحالات، يتم إجراء تقشير بلوري جزئي إذا كانت الرئة محاصرة تمامًا. كما تُستخدم محاليل غسيل معقمة لتطهير التجويف، ويتم تثبيت أنبوب صدري بعد الجراحة لتصريف أي سوائل متبقية. العملية دقيقة وتُجرى تحت تخدير عام مع مراقبة دقيقة للرئة والقلب.
بعد العملية، يُوضع أنبوب صدري يُبقي التجويف نظيفًا ويساعد على إعادة تمدد الرئة بشكل تدريجي. يُراقب المريض سريريًا ويُجرى تصوير بالأشعة لمتابعة التحسن. يُنصح بالعلاج الفيزيائي التنفسي لتحسين التهوية ومنع عودة التجمعات. في أغلب الحالات، تُسهم الجراحة بشكل كبير في تحسين الأعراض وتمنع المضاعفات المزمنة مثل تليف الجنب أو تكرار الالتهاب.
