الانسداد الرئوي المزمن (COPD) – Dr Ziya Yurt

الانسداد الرئوي المزمن (COPD)

الانسداد الرئوي المزمن وتفرعاته: نظرة شاملة على تضيق الشعب الهوائية والانتفاخ الرئوي وخيارات العلاج الحديثة

الانسداد الرئوي المزمن (COPD) هو أحد أكثر الأمراض الرئوية المزمنة شيوعًا، ويُصيب ملايين المرضى حول العالم. يتسم هذا المرض بانخفاض مستمر وغير قابل للعكس في تدفق الهواء داخل الرئتين، ويؤدي بمرور الوقت إلى تدهور نوعية الحياة بسبب ضيق النفس، السعال المزمن، وصعوبة القيام بالأنشطة اليومية.

تفرعات المرض:

تضيق الشعب الهوائية

وهو الحالة التي يحدث فيها سماكة في جدران الشعب الهوائية نتيجة الالتهاب المزمن أو التليف أو تراكم المخاط، ما يؤدي إلى تقليل قطر المجاري التنفسية وزيادة مقاومة الهواء الداخل والخارج من الرئة. هذه الحالة مسؤولة بشكل رئيسي عن السعال المزمن وصفير التنفس وصعوبة الزفير.


الانتفاخ الرئوي

يحدث عندما تتعرض الحويصلات الهوائية (الأسناخ) للتلف التدريجي، وتفقد مرونتها، ما يؤدي إلى اندماجها وتحولها إلى فراغات هوائية كبيرة غير فعالة في عملية تبادل الأكسجين. كما يحتبس الهواء داخل الرئة، مما يخلق ضغطًا زائدًا داخل الصدر ويؤدي إلى انكماش الأنسجة السليمة المحيطة.

طرق العلاج الحديثة

في السنوات الأخيرة، ظهرت تقنيات علاجية مبتكرة تستهدف مكونات المرض بشكل مباشر، من أبرزها:

علاج تضيق الشعب الهوائية باستخدام تقنية البالون الكاشط

تعتمد هذه التقنية على استخدام منظار قصبي مرن مزوّد ببالون خاص يُدخل إلى الشعب الهوائية الضيقة. بعد تحديد المناطق المتضيقة بدقة، يتم نفخ البالون تدريجيًا لتوسيع مجرى الهواء بلطف. في حالات وجود أنسجة ليفية أو ترسبات مزمنة، يُستخدم ملحق كاشط لتقشير هذه التضيقات وتحسين مرور الهواء بشكل طبيعي الى الرئتين .


أبرز التقنيات المستخدمة  لعلاج الانتفاخ الرئوي

تقنية الكويل

يتم إدخال زنبركات معدنية مرنة عبر منظار إلى مناطق الرئة المنتفخة. تقوم هذه الكويلات بضغط الأنسجة الزائدة، مما يُقلل حجم الجزء المتضرر ويعيد توزيع الهواء إلى المناطق السليمة.


تقنية الصمامات فالف  

تُزرع صمامات أحادية الاتجاه في القصيبات المؤدية إلى الفصوص المصابة، ما يسمح بخروج الهواء المحبوس دون السماح بدخوله مجددًا. هذا يؤدي إلى انكماش المنطقة المصابة وتوسيع قدرة الفصوص الأخرى على التهوية.


 اهم الفوائد  للتدخلات التنظيرية في علاج تضيق الشعب الهوائية والانتفاخ الرئوي:

  • تحسين ملحوظ في كفاءة التهوية داخل الرئة وتقليل الشعور المزمن بضيق النفس
  • تخفيف ضغط الهواء المحبوس في الفصوص المتضررة، مما يُحسّن من عمل الحجاب الحاجز ويُعيد توازن التنفس
  • تحسين القدرة على المشي والحركة اليومية
  • تقليل الاعتماد او تركه على الأوكسجين المنزلي أو  العلاجات المساندة طويلة الأمد لدى بعض المرضى
  • دعم فعالية الأدوية الاستنشاقية وتحسين استجابتها بعد استعادة التهوية السليمة
  • توقف  التدهور المتوقع في وظيفة الرئة لدى مرضى الانسداد أو الانتفاخ الرئوي
  • تحسين جودة الحياة اليومية، بما في ذلك النوم، الجهد البدني، والاستقلالية في النشاطات
  • تأجيل او  تجنّب زراعة الرئة في بعض الحالات المتقدمة، عبر تحسين التنفّس وتثبيت الحالة الوظيفية للرئة
  • رفع تشبع الأوكسجين وتقليل انحباس ثاني أكسيد الكربون، خاصة بعد استعادة التهوية في المناطق السليمة
  • تحقيق استقرار تنفسي لدى المرضى الذين يتم اختيارهم بعناية وفق تقييم شامل

📚 الاستنادات العلمية العالمية

تم اعتماد تقنيات البالون والفالف والكويل في علاج الأمراض الرئوية الانسدادية استنادًا إلى دراسات سريرية ومراجعات علمية موثوقة، من أبرزها:

  • دراسة LIBERATE حول صمامات Zephyr، أظهرت تحسنًا ملموسًا في وظائف الرئة ونوعية الحياة لدى مرضى الانتفاخ الرئوي (ATS Journals, 2018)
  • تجارب RENEW وRESET وREVOLENS على تقنية الكويل، أكدت فائدتها في تحسين التنفس وتقليل الأعراض (Respiration Journal, 2017)
  • دراسات منشورة في CHEST وJournal of Bronchology دعمت استخدام تقنية البالون لتوسيع التضيقات الهوائية غير الخبيثة كخيار آمن وفعّال

📎 هذه النتائج مثبتة ضمن بروتوكولات علاجية معتمدة من الجمعيات الصدرية الأميركية (ATS) والأوروبية (ERS)، وتُطبّق في مراكز متقدمة حول العالم.

WhatsApp