سرطان الرئة – Dr Ziya Yurt

سرطان الرئة

نظرة عامة

يُعد سرطان الرئة من أخطر أنواع السرطانات وأكثرها شيوعًا حول العالم. يبدأ هذا المرض عندما تتحول خلايا الرئة الطبيعية إلى خلايا غير طبيعية تنمو وتنقسم بشكل خارج عن السيطرة، ما يؤدي إلى تكوين أورام قد تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. وعلى الرغم من أن التدخين لا يزال العامل الرئيسي للإصابة، إلا أن سرطان الرئة قد يصيب غير المدخنين أيضًا نتيجة التعرض المطوّل للمواد الكيميائية أو التلوث البيئي أو لأسباب وراثية.

الأنواع الرئيسية لسرطان الرئة

ينقسم سرطان الرئة إلى نوعين رئيسيين تختلف طرق علاجهما:

  • النوع الأول هو سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة (NSCLC)، ويمثل الغالبية العظمى من الحالات. يتطور هذا النوع بشكل أبطأ نسبيًا، وغالبًا ما يُكتشف في مراحله المبكرة، مما يزيد من فرص نجاح العلاج.
  • أما النوع الثاني فهو سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة (SCLC)، وهو أكثر عدوانية وينمو بسرعة كبيرة، وغالبًا ما يُكتشف في مراحل متقدمة بعد أن يكون قد انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.

الأعراض والعلامات المبكرة

في مراحله الأولى، قد لا يُظهر سرطان الرئة أي أعراض واضحة، مما يؤدي إلى تأخر التشخيص في كثير من الحالات. ومع تطور المرض، تبدأ بعض الأعراض بالظهور تدريجيًا مثل السعال المستمر أو المتفاقم، وألم في الصدر قد يزداد عند التنفس أو السعال. قد يلاحظ المريض بحة في الصوت أو خروج دم مع البلغم، إضافة إلى شعور عام بالتعب وفقدان غير مبرر في الوزن. ضيق التنفس وتكرار التهابات الصدر أيضًا من العلامات التي تستوجب الانتباه.

عوامل الخطر

يُعتبر التدخين السبب الأول للإصابة بسرطان الرئة، لكن الخطر لا يقتصر على المدخنين وحدهم. التعرض المهني المطوّل للمواد المسرطنة كالأسبستوس أو الرادون، وكذلك التلوث الهوائي، من العوامل التي ترفع احتمال الإصابة. كما أن وجود تاريخ عائلي للإصابة أو المعاناة من أمراض رئوية مزمنة مثل الانسداد الرئوي المزمن يزيد من احتمالية الإصابة بهذا المرض.

كيف يتم التشخيص؟

عندما يشك الطبيب في وجود ورم رئوي، يبدأ الفحص عادة بتصوير شعاعي للصدر، وفي حال ظهور نتائج مريبة يُجرى تصوير مقطعي محوسب (CT) للحصول على صورة أكثر دقة. في بعض الحالات، تُستخدم تقنيات متقدمة مثل تنظير القصبات الهوائية أو أخذ خزعة مباشرة من الورم لتأكيد التشخيص. كما تُجرى اختبارات إضافية لتحديد مرحلة الورم ونوع الخلايا، مما يساعد في اختيار الخطة العلاجية المناسبة.

الخيارات العلاجية المتوفرة

تعتمد خطة العلاج على عدة عوامل، من أهمها نوع السرطان، ومرحلته، والحالة العامة للمريض. في المراحل المبكرة، تعتبر الجراحة الخيار الأمثل، إذ تهدف إلى إزالة الجزء المصاب من الرئة أو الرئة بأكملها حسب حجم الورم وانتشاره.

أما في الحالات المتقدمة، فقد يُستخدم العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي للسيطرة على نمو الورم وتخفيف الأعراض. مؤخرًا، ظهرت العلاجات الموجهة والمناعية التي تعتمد على الفحوصات الجينية الدقيقة للورم، وتُعطى للمرضى الذين يحملون طفرات محددة، مما يمنحهم فرصًا أفضل في الاستجابة للعلاج.

الجراحة ودورها في العلاج

تُعد الجراحة خطوة علاجية مهمة للمرضى الذين شُخّصوا في مراحل مبكرة، وخاصة في حالات سرطان الخلايا غير الصغيرة. يقوم الجراح بإزالة الورم عبر استئصال فص معين من الرئة (Lobectomy)، أو في بعض الحالات استئصال الرئة كاملة (Pneumonectomy). كما قد يتم اللجوء إلى استئصال موضعي محدود للورم (Wedge resection) إذا كانت الحالة الصحية العامة لا تسمح بجراحة كبيرة. يتم اختيار نوع العملية بعناية بناءً على تقييم شامل للحالة.

مرحلة التعافي ونصائح ما بعد العملية

بعد الجراحة، يحتاج المريض إلى فترة تعافٍ تحت إشراف طبي، تشمل المتابعة المنتظمة والفحوصات الدورية للتأكد من عدم عودة الورم. من المهم الالتزام بتعليمات الطبيب، والابتعاد التام عن التدخين، وممارسة تمارين التنفس لتحسين وظائف الرئة. التغذية المتوازنة والنشاط البدني المعتدل يساعدان على تعزيز المناعة وتسريع الشفاء.

WhatsApp